جلست بمفردها على الطاولة تنتظر صديقها أو حبيبها لا أعلم...!!
أما أنا جلست على طاولة أخرى مقابلة لها...و لكن ما شد إنتباهي أنها تنظر إلى ساعتها كل دقيقة، ربما قد تأخر عليها كثيراً...طلبت كوباً ماء لنفسها...
شدتني تلك الدمعة التي في عينيها ربما قد تكون دمعة لا أعرف...!!
أنا أيضاً أنتظر شخصاً آخر ولكنه قد يتأخر وقد لا يأتي أبداً...فقد رحل منذ زمن ومن عادتي أن آتي إلى هذا المقهى من حين لآخر كي أستعيد ذكرياتي...الفتاة تبكي بحرقة، آتى إليها النادل ووضع أمامها مناديل ورقية...ولم يتفوه بكلمة واحدة...ونظر إلي و كأنه اعتاد على ذلك...
فذهبت إليه فقال لي: هل تريد الحديث عن تلك الفتاة؟؟
قلت: نعم...!!
قال لي: صديقها مات و هي تأتي كل يوم هنا لتبكي على رحيله...
أدرت وجهي لأرى الفتاة و لم أجدها...فنظرت إلى النادل ولم أجده هو أيضاً لم يكن أحد بالمقهى غيري...!!
ذهبت إلى المرحاض لأغسل وجهي ووقفت أمام المرآة فلم أجد إنعكاسي فيها...أنا لست موجوداً أيضاً...!!
كنت أنا ذلك الشخص الذي كانت تنتظره.
بقلم: يوسف بوطرخة. 16/09/2018