بعض الغيابات تجعلني أعيد ترتيب فوضى قلبي...أعيد النظر في فوضى الحضور، أرتب أولويات إهتماماتي بحرقة وغيض وحزن دفين...أراجع مذكراتي بحثاً عن مواعيد خانها الوفاء.
ألوم طيبة خاطري، وأعاتب نفسي على سذاجة تصرفها، وأحاول عبثاً...إسترداد بعض أو جل رسائل الشوق التي أرسلتها خلسة من كبريائي،أفكر في كل اللحظات العابرة التي تقاسمتها مع أحدهم عن حب مني وتسلية منه.
ألعن نفسي كما ينبغي، وأتمنى لو أرميها إلى العدم...بعض القلوب لا تستحق فرصة الإستمرار في النبض، وبعض المشاعر كان أولى بها أن تدفن حية، وكثير من المواعيد كان الأجدر بها أن تلغى، وكثير من اللقاءات ما كان لها أن تحدث.
سحقاً لصدفة جمعتني بك، وتباً لي إذا صدقت أنك هنا من أجلي، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيا قبل أتعثر بك في زلة قدر...ويا ليت الذي كان بيننا ما كان..!!
أكره الإشتياق وأبغض الإعتراف، وأزدري ذكرى أبقت على إسمك حياً في ذاكرتي...أكره رجفة أصابعي حين أكتب لك أو عنك، ولا أطيق كل هذه الفوضى حولي وهذا الحضور المزدحم .
كلامي لا يعني أني صرت قاسياً أو ميت الإحساس، بل هي صحوة الفهم المتأخرة...فلا جدوى للحديث مع الأصم..! وما أنا بمُسمع الموتى..!!